All Insights

"التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة: زيارة ميدانية لنساء قرية ودرارن"

Psy1
Blog
byHayat Abkhar
onAugust 31, 2024

أول زيارة لي إلى قرية أغبار كانت مع السيد يوسف مزدو، مسؤول برنامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة، والذي يهدف إلى دعم سبل عيش النساء من خلال إنتاج أكياس الأشجار القابلة للتحلل والخالية من البلاستيك.

تم تنظيم ورشة عمل في 28 مارس 2024 لصالح نساء قرية ودرارن بجماعة أغبار، حيث قدم السيد يوسف تأطيرًا حول موضوع إنشاء التعاونيات. يجدر بالذكر أن هذه النسوة ينتمين إلى منطقة تأثرت بشدة من زلزال الحوز، وقد عانوا كثيرًا نتيجة لما خلفه الزلزال من حزن وألم ومعاناة.

في ظل استقبالنا من قبل أهل هذه القرية، التقينا بالنساء واجتمعنا في أحد البيوت المتنقلة التي قدمتها مؤسسة الأطلس الكبير، وذلك لأن معظم هؤلاء الناس فقدوا منازلهم نتيجة الزلازل. بعد ذلك، قام السيد يوسف بتأطير ورشة عمل مع النساء حول موضوع إنشاء تعاونية نسائية، لتعلمهن حرفة جديدة تتيح لهن فرصة تطوير صناعة جديدة وتجربة العمل ضمن التعاونيات، مما يساعدهن على تجاوز التحديات التي خلفها الزلزال. كما يهدف هذا العمل إلى تعزيز مهاراتهن، حيث تسعى التعاونيات إلى تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين بناءً على مشاركتهم في جميع المستويات واستخدام إمكانياتهم الذاتية، مع السعي لتحقيق تغييرات اقتصادية واجتماعية وسياسية في مختلف الشرائح الاجتماعية. بدورها، تلعب المرأة دوراً مهماً في تحقيق التنمية المستدامة.

كان اختيار هذه القرية قراراً صائباً، إذ كان سكانها في حاجة ماسة للدعم والمساعدة، خاصة النساء في هذه المناطق. وقد أظهر تفاعل النساء الشديد مع مؤطر الورشة مدى أهمية الموضوع بالنسبة لهن واستعدادهن للعمل والتعلم لتطوير مهاراتهن والمساهمة في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة ضمن مسار التنمية المستدامة. فالتنمية هي مجموعة من الوسائل والطرق التي تُستخدم لتحسين مستوى الحياة في جوانب مختلفة من خلال المشاركة الإيجابية. وتكتمل المشاركة الإيجابية بإدراك كل فرد لدوره، حيث يتحقق التقدم من خلال تكامل الأدوار.

Psy2

بعد الحديث مع نساء ودرارن حول موضوع إنشاء التعاونيات وتقديم السيد يوسف، مؤطر الورشة، لهن كافة المعلومات المتعلقة بهذا المشروع، كانت زيارتي لهذه القرية أيضًا فرصة للقاء هؤلاء النساء والتحدث معهن عن الأثر الذي خلفه الزلزال بعد ليلة 8 سبتمبر 2023، وتهيئتهن لحضور ورش عمل مع فريق من المختصين في الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والرجال والأطفال المتضررين من زلزال الحوز.

حضور هذا النوع من الورش سيساعد هؤلاء النساء على تجاوز الصدمات والألم الذي خلفه الزلزال، وسيمكنهن من تهيئة أنفسهن للاستمرارية والتقدم وفهم أن الحياة تستمر رغم الصعوبات. خاصةً بعد رؤية شدة الحماس والتفاعل بين المشاركات والمؤطر حول موضوع إنشاء تعاونية تهدف إلى إنتاج أكياس الأشجار القابلة للتحليل.

مشروع التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة، ودعم سبل عيشها من خلال إنتاج أكياس الأشجار القابلة للتحليل، لا يقتصر فقط على فكرة إنشاء التعاونيات، بل يشمل أيضًا مساعدة المشاركات في هذا المشروع على الانخراط في برنامج محو الأمية لمدة سنتين، لتعلم القراءة والكتابة والحساب واكتساب مهارات جديدة في مجموعة من المجالات. بالإضافة إلى ذلك، ستستفيد المشاركات في التعاونيات من حضور مجموعة من الدورات التدريبية التي تعزز قدراتهن في مجال العمل والحياة اليومية بشكل عام.

ولا يقتصر المشروع على نساء قرية ودرارن فقط، بل يشمل أيضًا نساء قرية تينمل في جماعة ثلاث نيعقوب، حيث كانت أول زيارة وورشة عمل معهن بتاريخ 23 أبريل 2024. تجدر الإشارة إلى أن هذه القرية من بين القرى المتضررة بشكل كبير من زلزال الحوز، خاصةً أن "دوار تينمل" يقع في طريق جماعة إغيل، بؤرة الزلزال. مثل هؤلاء النساء في حاجة ملحة للانخراط في مشروع التعاونيات، خاصة أن غالبيتهن لديهن تجربة سابقة في هذا المجال، ونساء دوار تينمل هن من بينهن. كما شمل المشروع أيضًا نساء تعاونية أشبارو في أقريش بجماعة تمصلوحت، حيث كانت أول زيارة ميدانية لهن بتاريخ 13 مارس 2024.

في ختام هذه الرحلة الميدانية إلى جماعة أغبار، لاحظنا مدى فرحة النساء بالورشة التي قُدمت لهن حول موضوع إنشاء تعاونية، وكذلك مدى إصرارهن على العمل، مما يدل على نجاح أول ورشة عمل معهن. وقد عبرت إحدى النساء قائلة: "نحن فرحات جداً بزيارتكم لنا، ووجودكم هنا رغم المسافة البعيدة لتسألوا عنا يعني لنا الكثير."